Scan barcode
A review by shehab_eldin
شمس آل سكورتا by Laurent Gaudé
5.0
highly recommended. أولا وأخرا لا تفوتها من فضلك.
وعندما دخل المقبرة قال في نفسه:
’’ أعرف أناساً هنا أكثر مما أعرف من أهل القرية الحاليين، قال إيليا في سره، لم يخطئ الأولاد فيما قالوا هذا الصباح، انا عجوز ضامر جميع أهلي تقريباً باتوا هنا. وأحسب أن هذا هو المعيار الذي به يُقاس أثر السنين ’’
في نفس الفترة التي أبحث فيها عن خطوات الهجرة إلى إيطاليا. أخذتني تلك الرواية إلى جنوب المجتلى والمهوى إليّ، لأسباب كثيرة أحب إيطاليا، وكم تمنيت أن أعيش الفترات الأخيرة من الحياتي برحاب إيطاليا مستمتع بفردوسها قدر الإمكان. كرجل عجوز متقاعد على مشارف الموت، يبحث عن مثواه الأخير.
ولذلك أخذتني تلك الرواية إلى إيطاليا، وإلى الحياة والموت، ما بين الحياة والموت لا شيء، ما بين شمس آل سكورتا الأولى، وغروبها الأخير لا شيء.
هي مئة عام من العزلة الإيطالية الفرنسية، هي رواية لاتينية بالسطور الأوروبية، هي واحدة من أفضل الكلاسيكيات الأوروبية إلى الأن بالنسبة لي.
سأتذكر تلك الرواية لفترة طويلة لأنها أخيراً بعد محاولات استغرقت عدة شهور، أعادت لي الكثير من الشغف والنهم للقراءة مرة أخرى، أعادت لي الشوق للرواية وانا تاركها لأسباب عمل أو غيره، شمس آل سكورتا، في بلاد الشمس والسحالي، في بلاد البحر والبر، في بلاد المونتيبو تشيو، وبوليا، في جنوب الحذاء الأوروبي، ماذا كان لآل سكورتا؟
لا شيء.
’’أنتَ لا شيء يا إيليا، وأنا لا شيء. المهم هو العائلة. من دون العائلة تموت ويستمر العالم في دورانه غير آبه لموتك. نولد، نموت، وبين الولادة والموت، ليس ما يُعول عليه، إلا أمر واحد. أنت وأنا، بمفردنا لسنا بشيء.. ولكن آل سكورتا هم كل شيء.’’
تأخذك الرواية في رحلة طويلة، طويلة جداً، شاقة جداً و رحلة صعبة جداً، تعيسة وبائسة وغير عادلة إطلاقاً من مسكالزوني حتى آنا الصغيرة، رحلة على ضفاف بحر مونتيبو تشيو، تلك القرية الصغيرة، الساقطة من التلال والهضاب، لا يذكرهم أحد، ولا يذكرون سواهم. إنه الجنوب، وما أتعس أهل الجنوب، في كل بقاع الارض تقريباً، إنه الجنوب، وما أجمل خلق وطبيعة الجنوب، في كل أرجاء المستديرة.
إنها العائلة، وما أجمل تتابع العائلة وترابطها، وإن افترقوا بفعل القدر، في كل الأجناس، وفي كل القبائل
لم يكن آل سكورتا ملعونين، بل كانوا بشر، حملوا إثم أباهم من يوم ميلادهم، وحملوا لعنة روكو وصلابته من يوم وفاته، كانوا من مونتيبوتشيو، ينتمون إلى شمسها، وينتمون إلى أرضها، وإن لعنتهم مراراً وتكراراً، كانوا يشبهون صخرها، ولو أفترقوا عنها رغما عنهم، رفضتهم جميع بلاد الارض، وتقبلتهم أرضهم
وفي كل ذلك، لم يكن لديهم إلا العائلة، تعيس ويتيم ألف مرة من لا يملك عائلة تحتويه حين يبحث عن المأوى.
أنا وانت بمفردنا لسنا بشيء، ولكن العائلة هم كل شيء.!
ماذا قدمت الارض لنا، وماذا ترك فينا أجدادنا، هل نحن ننتمي حقنا إلى أرضنا أولاد الحضر والمدن والقرى والقبائل؟ هل نحن ننتمي حقاً إلى بحرنا أولاد السواحل والضفاف؟
ماذا تركت جيناتنا، وماذا نحمل من أبائنا لأحفادنا، سنترك لهم ماذا؟ الكلمة؟ ربما؟ المال؟ أظن ذلك؟ لكن الأهم ان نترك فيهم جيناتنا.
ستفكر كثيراً في الحياة بعد تلك الرواية، البداية والنهاية، وكم تشبه النهاية بداية كل شيء. ونهايتك انت ونحيبك الأخير، هو بكاء وصرخة وليد جديد. كل ما أخشاه أن عندما أصل إلى النهاية والمثوى الأخير، أن اكون نادماً على ما تركته في أول الحياة، ليتني لم اترك خلفي ما يدركني في نهايتي.
حسناً، وما معنى تعاقب الأجيال؟ الإنسان خالد. ولكن نحن أموات ولا نعرف الخلود؟ فكيف نخلد ونحن أموات، وكيف نتنفس ونحن نحتضر في الأساس. في قبرنا هل يسمعنا الرفاق؟ هل سيصغي إلى صوتي أصدقائي؟ أحفادي هل ستذكروني؟ اليوم أنا حفيد لجد، وغداً أنا أب لأبن، وبعد غد انا جد لحفيد ربما لا أراه، أو اعيش معه القليل فقط من مقدمة حياته. فماذا يعني لنا تعاقب الأجيال إذا؟
’’ الزيتون خالد، ثمرة الزيتون لا تدوم، بل تنضج وتفسد. لكن الزيتون يتعاقب، بعضه تلو البعض، بتكرار غير متناه. كله مختلف غير أن سلسلة توالده لا تنتهي. الزيتون له الشكل نفسه، اللون نفسه، وتنضجه الشمس نفسها، وله المذاق نفسه. إذا، بلى الزيتون خالد كالبشر، التعاقب اللامتناهي نفسه للحياة والموت، سلسلة التوالد الطويلة لبني البشر لا تتوقف. عما قريب سيحين أجلي فالحياة تنتهي، غير أن الاشياء تستمر لآخرين سوانا. ’’
إنها نهاية آل سكورتا، ولكن الارض لا تعرف أي نهاية، فلتبدأ الدورة من جديد حتى يشاء الله غير ذلك.
وعندما دخل المقبرة قال في نفسه:
’’ أعرف أناساً هنا أكثر مما أعرف من أهل القرية الحاليين، قال إيليا في سره، لم يخطئ الأولاد فيما قالوا هذا الصباح، انا عجوز ضامر جميع أهلي تقريباً باتوا هنا. وأحسب أن هذا هو المعيار الذي به يُقاس أثر السنين ’’
في نفس الفترة التي أبحث فيها عن خطوات الهجرة إلى إيطاليا. أخذتني تلك الرواية إلى جنوب المجتلى والمهوى إليّ، لأسباب كثيرة أحب إيطاليا، وكم تمنيت أن أعيش الفترات الأخيرة من الحياتي برحاب إيطاليا مستمتع بفردوسها قدر الإمكان. كرجل عجوز متقاعد على مشارف الموت، يبحث عن مثواه الأخير.
ولذلك أخذتني تلك الرواية إلى إيطاليا، وإلى الحياة والموت، ما بين الحياة والموت لا شيء، ما بين شمس آل سكورتا الأولى، وغروبها الأخير لا شيء.
هي مئة عام من العزلة الإيطالية الفرنسية، هي رواية لاتينية بالسطور الأوروبية، هي واحدة من أفضل الكلاسيكيات الأوروبية إلى الأن بالنسبة لي.
سأتذكر تلك الرواية لفترة طويلة لأنها أخيراً بعد محاولات استغرقت عدة شهور، أعادت لي الكثير من الشغف والنهم للقراءة مرة أخرى، أعادت لي الشوق للرواية وانا تاركها لأسباب عمل أو غيره، شمس آل سكورتا، في بلاد الشمس والسحالي، في بلاد البحر والبر، في بلاد المونتيبو تشيو، وبوليا، في جنوب الحذاء الأوروبي، ماذا كان لآل سكورتا؟
لا شيء.
’’أنتَ لا شيء يا إيليا، وأنا لا شيء. المهم هو العائلة. من دون العائلة تموت ويستمر العالم في دورانه غير آبه لموتك. نولد، نموت، وبين الولادة والموت، ليس ما يُعول عليه، إلا أمر واحد. أنت وأنا، بمفردنا لسنا بشيء.. ولكن آل سكورتا هم كل شيء.’’
تأخذك الرواية في رحلة طويلة، طويلة جداً، شاقة جداً و رحلة صعبة جداً، تعيسة وبائسة وغير عادلة إطلاقاً من مسكالزوني حتى آنا الصغيرة، رحلة على ضفاف بحر مونتيبو تشيو، تلك القرية الصغيرة، الساقطة من التلال والهضاب، لا يذكرهم أحد، ولا يذكرون سواهم. إنه الجنوب، وما أتعس أهل الجنوب، في كل بقاع الارض تقريباً، إنه الجنوب، وما أجمل خلق وطبيعة الجنوب، في كل أرجاء المستديرة.
إنها العائلة، وما أجمل تتابع العائلة وترابطها، وإن افترقوا بفعل القدر، في كل الأجناس، وفي كل القبائل
لم يكن آل سكورتا ملعونين، بل كانوا بشر، حملوا إثم أباهم من يوم ميلادهم، وحملوا لعنة روكو وصلابته من يوم وفاته، كانوا من مونتيبوتشيو، ينتمون إلى شمسها، وينتمون إلى أرضها، وإن لعنتهم مراراً وتكراراً، كانوا يشبهون صخرها، ولو أفترقوا عنها رغما عنهم، رفضتهم جميع بلاد الارض، وتقبلتهم أرضهم
وفي كل ذلك، لم يكن لديهم إلا العائلة، تعيس ويتيم ألف مرة من لا يملك عائلة تحتويه حين يبحث عن المأوى.
أنا وانت بمفردنا لسنا بشيء، ولكن العائلة هم كل شيء.!
ماذا قدمت الارض لنا، وماذا ترك فينا أجدادنا، هل نحن ننتمي حقنا إلى أرضنا أولاد الحضر والمدن والقرى والقبائل؟ هل نحن ننتمي حقاً إلى بحرنا أولاد السواحل والضفاف؟
ماذا تركت جيناتنا، وماذا نحمل من أبائنا لأحفادنا، سنترك لهم ماذا؟ الكلمة؟ ربما؟ المال؟ أظن ذلك؟ لكن الأهم ان نترك فيهم جيناتنا.
ستفكر كثيراً في الحياة بعد تلك الرواية، البداية والنهاية، وكم تشبه النهاية بداية كل شيء. ونهايتك انت ونحيبك الأخير، هو بكاء وصرخة وليد جديد. كل ما أخشاه أن عندما أصل إلى النهاية والمثوى الأخير، أن اكون نادماً على ما تركته في أول الحياة، ليتني لم اترك خلفي ما يدركني في نهايتي.
حسناً، وما معنى تعاقب الأجيال؟ الإنسان خالد. ولكن نحن أموات ولا نعرف الخلود؟ فكيف نخلد ونحن أموات، وكيف نتنفس ونحن نحتضر في الأساس. في قبرنا هل يسمعنا الرفاق؟ هل سيصغي إلى صوتي أصدقائي؟ أحفادي هل ستذكروني؟ اليوم أنا حفيد لجد، وغداً أنا أب لأبن، وبعد غد انا جد لحفيد ربما لا أراه، أو اعيش معه القليل فقط من مقدمة حياته. فماذا يعني لنا تعاقب الأجيال إذا؟
’’ الزيتون خالد، ثمرة الزيتون لا تدوم، بل تنضج وتفسد. لكن الزيتون يتعاقب، بعضه تلو البعض، بتكرار غير متناه. كله مختلف غير أن سلسلة توالده لا تنتهي. الزيتون له الشكل نفسه، اللون نفسه، وتنضجه الشمس نفسها، وله المذاق نفسه. إذا، بلى الزيتون خالد كالبشر، التعاقب اللامتناهي نفسه للحياة والموت، سلسلة التوالد الطويلة لبني البشر لا تتوقف. عما قريب سيحين أجلي فالحياة تنتهي، غير أن الاشياء تستمر لآخرين سوانا. ’’
إنها نهاية آل سكورتا، ولكن الارض لا تعرف أي نهاية، فلتبدأ الدورة من جديد حتى يشاء الله غير ذلك.