Scan barcode
mahir007's review
5.0
باعتباره النوع الوحيد الذي يمكنه التحدث فعليًا، فإن الإنسان العاقل هو النوع الوحيد الذي يمكنه الكذب بصوت عالٍ. أعطت هذه القدرة للبشر الأوائل ميزة تطورية كبيرة. لقد أظهروا بالفعل إتقانهم لفنون الخداع من خلال صيد الفرائس باستخدام الفخاخ المخفية بمهارة أو عن طريق خداعهم للهروب نحو المنحدرات.
ومع تطور القدرة البشرية على الكلام، تطورت أيضًا قدرتنا ليس فقط على خداع الفريسة وخداع الحيوانات المفترسة، بل أيضًا على خداع البشر الآخرين. وهذا أيضاً كان مفيداً. أولئك الذين تمكنوا من إقناع أفراد قبيلة منافسة بأن قطيع الوعل المتحرك غربًا قد هاجر شرقًا فازوا في معركة البقاء. أعطى الخداع اللفظي للبشر الأوائل ميزة البقاء على قيد الحياة لدرجة أن بعض علماء الأحياء التطورية يعتقدون أن القدرة على التحدث والقدرة على الكذب تطورتا جنبًا إلى جنب. الكلمات جعلت الكذب أسهل، بالرغم من أن الكذب يتطلب المزيد من الكلمات.في البداية، ربما لم يكن الكلام البشري مختلفًا كثيرًا عن همهمات ونقرات وصرخات كالشمبانزي. في وقت مبكر لم تكن هناك حاجة إلى أي شيء أكثر تعقيدًا. إن الرغبة في إخبار الآخرين عن أحداث مهمة ("طاردني الأسد!") ربما أخذت اللغة إلى مستوى أعلى من التعقيد. لكن الإبداع الحقيقي للّغة لم يزدهر إلا عندما أردنا خداع الآخرين. عندما يمكننا استخدام الكلمات لوصف العالم من حولنا، فلم نتمسك بالحقائق؟ كان هذا صحيحًا بشكل خاص عندما كان لدينا شيء نخفيه. وكما لاحظ الفيلسوف كارل بوبر، فإن «اللحظة التي تطورت فيها اللغة إنسانية كانت مرتبطة ارتباطًا وثيقًا باللحظة التي اخترع فيها الإنسان قصة، أو أسطورة من أجل تبرير خطأ ارتكبه».
.
Ralph Keyes
The Post-Truth Era
Translated By #Maher_Razouk
ومع تطور القدرة البشرية على الكلام، تطورت أيضًا قدرتنا ليس فقط على خداع الفريسة وخداع الحيوانات المفترسة، بل أيضًا على خداع البشر الآخرين. وهذا أيضاً كان مفيداً. أولئك الذين تمكنوا من إقناع أفراد قبيلة منافسة بأن قطيع الوعل المتحرك غربًا قد هاجر شرقًا فازوا في معركة البقاء. أعطى الخداع اللفظي للبشر الأوائل ميزة البقاء على قيد الحياة لدرجة أن بعض علماء الأحياء التطورية يعتقدون أن القدرة على التحدث والقدرة على الكذب تطورتا جنبًا إلى جنب. الكلمات جعلت الكذب أسهل، بالرغم من أن الكذب يتطلب المزيد من الكلمات.في البداية، ربما لم يكن الكلام البشري مختلفًا كثيرًا عن همهمات ونقرات وصرخات كالشمبانزي. في وقت مبكر لم تكن هناك حاجة إلى أي شيء أكثر تعقيدًا. إن الرغبة في إخبار الآخرين عن أحداث مهمة ("طاردني الأسد!") ربما أخذت اللغة إلى مستوى أعلى من التعقيد. لكن الإبداع الحقيقي للّغة لم يزدهر إلا عندما أردنا خداع الآخرين. عندما يمكننا استخدام الكلمات لوصف العالم من حولنا، فلم نتمسك بالحقائق؟ كان هذا صحيحًا بشكل خاص عندما كان لدينا شيء نخفيه. وكما لاحظ الفيلسوف كارل بوبر، فإن «اللحظة التي تطورت فيها اللغة إنسانية كانت مرتبطة ارتباطًا وثيقًا باللحظة التي اخترع فيها الإنسان قصة، أو أسطورة من أجل تبرير خطأ ارتكبه».
.
Ralph Keyes
The Post-Truth Era
Translated By #Maher_Razouk
More...